کد مطلب:90674 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:111
أَمَّا قَوْلُكُمْ: كُلُّ ذَلِكَ كَرَاهِیَةَ الْمَوْتِ، فَمَتی كُنْتُ كَارِهاً لِلْحَرْبِ قَطُّ؟. إِنَّ مِنَ الْعَجَبِ حُبّی لَهَا غُلاَماً وَ یَافَعاً، وَ كَرَاهِیّتی لَهَا شَیْخاً بَعْدَ نَفَادِ الْعُمْرِ وَ قُرْبِ الْوَقْتِ؟[1]. وَ اللَّهِ مَا أُبَالی، دَخَلْتُ إِلَی الْمَوْتِ أَوْ خَرَجَ الْمَوْتُ إِلَیَّ. وَ أَمَّا قَوْلُكُمْ: شَكّاً فی أَهْلِ الشَّامِ[2]، فَلَوْ شَكَكْتُ فیهِمْ لَشَكَكْتُ فی أَهْلِ الْبَصْرَةِ[3]. وَ لَقَدْ ضَرَبْتُ أَنْفَ هذَا الأَمْرِ وَ عَیْنَهُ، وَ قَلَبْتُ ظَهْرَهُ وَ بَطْنَهُ، فَلَمْ أَرَ فیهِ لی إِلاَّ الْقِتَالَ أَوِ الْكُفْرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلی[4] مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ. وَ اللَّهِ مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ یَوْماً إِلاَّ وَ أَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بی طَائِفَةٌ فَتَهْتَدِیَ بی، وَ تَعْشُوَ إِلی ضَوْئی، وَ ذَلِكَ[5] أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَهَا عَلی ضَلاَلِهَا، وَ إِنْ كَانَتْ تَبُوءُ بِآثَامِهَا. [صفحه 653] فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ لی یَوْمَ خَیْبَرَ: لأَنْ یَهْدِیَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَیْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ[6]. وَ لَعَمْری مَا عَلَیَّ مِنْ قِتَالِ مَنْ خَالَفَ الْحَقَّ، وَ خَابَطَ الْغَیَّ، مِنْ إِدْهَانٍ وَ لاَ إیهَانٍ. فَاتَّقُوا اللَّهَ، عِبَادَ اللَّهِ، وَ فِرُّوا إِلَی اللَّهِ مِنَ اللَّهِ، وَ امْضُوا فِی الَّذی نَهَجَهُ لَكُمْ، وَ قُومُوا بِمَا عَصَبَهُ بِكُمْ، فَعَلِیٌّ ضَامِنٌ لِفَلَجِكُمْ آجِلاً، إِنْ لَمْ تُمْنَحُوهُ عَاجِلاً.
لمّا قیل له: إن الناس یظنون إنك تكره الحرب كراهیة الموت، أو إنك فی شكّ من قتال أهل الشام فقال علیه السلام:
صفحه 653.